شيخ روحاني ليبي مجاني | عمران العبيدي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
الشيخ الروحاني عمران العبيدي افضل شيخ روحاني يعالج مجانا 00447451219410 الشيخ الروحاني عمران العبيدي شيخ روحاني مضمون يعالج بدون مقابل 00447451219410 كافة الكشوفات و الاعمال الروحانية 《 الشيخ الروحاني 《 عمران العبيدي 《 00447451219410
بحـث
نتائج البحث
بحث متقدم
سحابة الكلمات الدلالية

المواضيع الأخيرة
جلب الحبيب في الحالالأربعاء يوليو 26, 2023 2:12 pmالترهوني
ايات لجلب الحبيب للزواجالسبت يوليو 22, 2023 2:57 pmالترهوني
كيفية عمل سحر لجلب الحبيبالثلاثاء يوليو 18, 2023 12:34 pmالترهوني
آيات لجلب الحبيبالسبت مايو 27, 2023 2:15 pmالترهوني
عمل سحر الانتقام من الاعداء والظالم⭐الثلاثاء مايو 23, 2023 12:02 pmالترهوني
شيخ روحاني في حوليالأربعاء أبريل 12, 2023 2:29 amالترهوني
شيخ روحاني في ابوظبيالإثنين مارس 13, 2023 5:42 pmالترهوني
https://moalaj.comالأحد فبراير 12, 2023 10:36 amالترهوني
الشيخ الروحاني ابو حمزة المغربيالإثنين فبراير 06, 2023 8:37 pmالترهوني
مايو 2024
الإثنينالثلاثاءالأربعاءالخميسالجمعةالسبتالأحد
  12345
6789101112
13141516171819
20212223242526
2728293031  

اليومية

أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع
لا يوجد مستخدم

اذهب الى الأسفل
avatar
Admin
Admin
المساهمات : 17
تاريخ التسجيل : 03/11/2022
https://shaikh-liby.ahlamontada.com

هل هناك تعارض بين الرقية الشرعية والطب الحديث؟  Empty هل هناك تعارض بين الرقية الشرعية والطب الحديث؟

الخميس نوفمبر 03, 2022 3:41 pm

هل هناك تعارض

بين الرقية الشرعية والطب الحديث؟




ملخص البحث:
لقد أقرت الشريعة السمحة الإسترقاء والاستشفاء والتداوي بتلاوة آيات وسور من القرآن الكريم على الأمراض الجسدية، وجعلتها أسباباً شرعية صحيحة نافعة بإذن الله تعالى، وحريّ بكل مسلم أن لا يدع الرقية الشرعية والدعاء في طلب الشفاء ودفع البلاء.
 
وتجدر الإشارة إلى أن الرُقية الشرعية والإستشفاء بالقرآن لا تعني ترك التداوي والاستشفاء بالأدوية الطبيعية المادية، والإكتفاء بقراءة آيات من القرآن الكريم، فليس ذلك من الرشد في الدين، ولا من الفقه لسنن الله تعالى في الكون، ولكن الشأن هو الجمع بين الأمرين والانتفاع بهما متلازمين معا، والجمع بين بذل الأسباب الحسية والمادية، مع الاعتماد على ما جاء به التوجيه الشرعي، وتعلق القلب بالله تعالى وحده، فهو النافع وهو ربّ الأسباب والأدواء التي لا تشفي وهو الشافي والدافع لجميع الأمراض، وهو النافع والواهب للصحة والعافية، وهو الذي يحول بين هذه الأسباب وبين مقتضياتها، وهو الذي يجعل فيها النفع سبحانه وتعالى.
 
فالمسلم طبيباً كان أو غير طبيب يجب أن يسلّم بما ثبت شرعاً من الشفاء بالرقية لا سيما القرآن الذي سماه الله تعالى ﴿ هُدًى وَشِفَاءٌ ﴾ [فصلت: 44] و﴿ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ ﴾ [الإسراء: 82].
 
وما صحّ من أنّ النبي صلى الله عليه وسلم رقاه جبريلُ عليه السلام فقال: «باسم الله يبريك ومن كل داء يشفيك... » فقوله:«ومن كل داء يشفيك»، دليل على شمول الرقية لجميع أنواع الأمراض النفسية والعضوية.
 
وباستقراء السنّة نجد أن الأمراض التي عولجت بالرقية في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم كانت من الأمراض العضوية وما كانوا يعرفون النفسية المعهودة في عصرنا.
 
نخلص مما سبق إلى أن حاجة الأمة للرقاة توازي الحاجة للأطباء فكم من مكروب نفس عنه، وكم مسحور فك من عقال السحر، وكم من معيون فرج الله عنه بسبب هؤلاء الرقاة.
 

كما أننا بحاجة الى طب إسلامي قائم على مراكز علاجية تحت إشراف أطباء مسلمين ثقات عالمين بالعلم المادي ولديهم علمٌ شرعيٌّ، يقومون بالعلاج المشترك: المادي بالأدوية، والروحي بالرقية. ويمكن بهذه الطريقة تحقيق نمط مشترك من العلاج ويجب أن تخضع هذه المراكز لإشراف الدولة، أو تلحق بالمستشفيات، وتخضع للبحث العلمي المتعارف عليه؛ حتى يمكن علماء المسلمين أن يحاجوا وفق المعايير والقواعد المتعارف عليها...
 

مقدمة:
لقد كثرت الأمراض النفسية والروحية والعضوية في هذا العصر، وتعددت أنواعها وأشكالها وخرجت علينا أمراض جديدة ما كانت معروفة في السابق، واجتهد الناس في علاج ما أصابهم منها، فبذلوا الأموال والأوقات، ومع ذلك فالمستشفيات والمصحات في ازدياد وامتلاء، والأمراض في انتشار وكثرة ولا حول ولا قوة إلا بالله. وقد حصل كل ذلك أو بعضه بسبب غفلة كثير من الناس عن أسباب التحصن من الوقوع في مثل هذه الأمراض، وجهلوا من جانب آخر الطرق الصحيحة للعلاج منها بعد وقوعها، وخاصة فيما يتعلق بكيفية الاستفادة من الرقية الشرعية...
 
إن حاجة الأمة للرقاة توازي الحاجة للأطباء فينبغي على العلماء وطلبة العلم الشرعي والأطباء المخلصون أن يأخذوا بأيدي الرقاة بالنصح والإرشاد وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر وإيضاح التجاوزات الشرعية وعدم التضيق عليهم أو الطعن بهم، فإنهم فى جهاد مع السحرة والشياطين، فكم من مكروب نفس عنه، وكم من مسحور فك من عقال السحر، وكم من معيون فرج الله عنه بسبب هؤلاء الرقاة، فإن وجد عند بعضهم من أخطاء وتجاوزات وسلبيات فهي لن تكون بأي حال من الأحوال بأكثر من إيجابياتهم ومنفعتهم للمسلمين.
 
يقال ان كليم الله موسى عليه السلام سأل ربه قائلا: "يارب أليس الشفاء من عندك؟" قال: "بلى" قال: "فماذا يصنع الأطباء؟" فقال الله سبحانه وتعالى: "يأكلون أرزاقهم ويطيبون نفوس عبادى حتى يأتى شفائى أو قضائى".
 

الرقية والطب:
الأمراض أنواع منها مانعرفه نحن الأطباء بفضل من الله - فلا علم لنا إلا ما علّمه الله لنا - ثم بما سخره لنا من أجهزة طبية متطورة، ووسائل تشخيصية حديثة متقدمة.
 
فقد تم - بفضل الله - اكتشاف الكثير من الأدوية الناجحة والعقاقير الطبية النافعة، وغيرها من الأساليب العلاجية المادية الحديثة الفعّالة (مثل العلاج بأشعة الليزر بأنواعها واستخداماتها المختلفة وكذلك العلاج بالجينات الوراثية الذي أصبح حقيقة واقعة) التي جعلها الله سببًا للشفاء من هذا النوع من الأمراض على أيدي الأطباء بإذنه سبحانه وتعالى.
 

ومنها أيضًا بعض الأمراض التي لا تدركها سماعات الأطباء ولا أجهزتهم المادية، أو مختبراتهم المعملية ولا تطولها علاجاتهم بالأدوية الحسية، مما يجعل الكثير منهم يغفلون عنها ولا يأخذونها في الاعتبار عند علاجهم للمرضى.
 
وبالتالي يفقدهم هذا جزءًا ليس بالهين - بل وهام جدًا - في التشخيص السليم والتوجيه السديد، وأيضًا في العلاج الصحيح لهم.
 
لذلك فانه من الضروري أن نميز بين المرض العضوي والروحي ليسهل علينا تحديد برنامج العلاج، فإن كان المرض عضويا ننصح بالتوجه إلى الطبيب وكذا إستعمال الأدوية الطبية مع الدعاء الخالص والمحافظة على الأذكار وقراءة آيات الشفاء الواردة في الكتاب والسنة والتي تعالج رفع البلاء والضر.
 
وبما أن الإصابات الروحية لا تجدي معها العقاقير الطبية، فيجب على المريض أو المريضة وقف تناول هذه الأدوية الطبية والتَّوَجُّه للعلاج بالقرآن الكريم.
 
حينئذ يشرع المعالج بالقرآن في تحديد نوعية الإصابة الروحية والتى قد تكون حسداً أو غير ذلك والتي تختلف تماما عن أعراض المرض العضوية.
 
وقد أخبرنا الله عز وجل بهذا النوع من الأمراض والشرور الممرضة والقاتلة (كالحسد مثلاً) في كتابه العزيز وفي سنة رسوله الذي لا ينطق عن الهوى، إن هو إلا وحي يوحى والتي لا ينفع معها العلاج الطبي المادي وإنما علاجها بإذن الله تعالى بالوسائل الشرعية (كالرقية مثلاً) من الكتاب والسنة.
 
فالله عز وجل هو الذي خلق الصحة والمرض وخلق أسبابهما وهو الشافي المعافى يشفى بسبب خلقه وقدّره، أو يشفى بغير سبب، له الأمر من قبل ومن بعد، له الحكمة البالغة لا معقب لحكمه ولا راد لقضائه، ولا ملجأ ولا منجا منه إلا إليه هو الشافي لا شفاء إلا شفاؤه شفاءً لا يغادر سقمًا.
 
لذلك فقد أصبح اقتناع الكثير من الأطباء بالرقية الشرعية كوسيلة وحيدة لعلاج السحر أو العين أو الجن ظاهرة صحية ملحوظة تظهر أكثر وأكثر مع مرور الأيام والحمد لله.
 
وأصبح اقتناعهم بأن هذه الأمراض ليست من اختصاصهم,واقتناعهم بأن الرقية الشرعية خط والدجل والسحر والشعوذة خط آخر موازي تماما للخط الأول.
 
والسؤال الذى يطرح نفسه الآن هو: هل القرآن وسيلة للتداوى بالنسبة للأمراض العضوية؟
يقول د. محمد عمارة المفكر والكاتب الإسلامي: في هذه الدعوة خلط نابع من الجهل الذي يقع فيه أولئك الذين يزعمون أن القرآن هو وسيلة للتداوى المادي بالنسبة للأمراض العضوية. وهذا الخلط النابع من الجهل مصدره عدم التمييز بين الاستخدام المجازى للمصطلحات في القرآن الكريم، ففي حديث القرآن عن الشفاء نجده يستخدم الشفاء بالمعنى المادي ويؤكد ذلك أنه جعل الشفاء بعسل النحل لكل الناس الذين يتناولونه سواء أكانوا مؤمنين، أم غير ذلك فهو يقول ﴿ يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ [النحل: 69] أى لكل الناس. أما عندما يتحدث عن القرآن الكريم فإنه يجعله شفاء وهدى ورحمة للمؤمنين فهو شفاء هنا بالمعنى المجازى وليس بالمعنى العضوي أي أنه هداية فليس دواءا ماديا كالذي يصفه الطبيب للمريض فيقول سبحانه وتعالى ﴿ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ ﴾ [يونس: 57]. وهناك فارق بين العلاج المادي الذي أمرنا الله سبحانه وتعالى أن نسلك إليه السبل التي هي أسباب مادية تؤدى إلى النتائج المادية في العلاج وبين العلاج النفسي الذي هو ثمرة لاعتقاد الإنسان في أمر من الأمور. فإذا أعتقد أي الإنسان أن قراءة القرآن أو حمل القرآن سيسبب له الشفاء فان الشفاء هنا والتداوى ليس بالمعنى المادي بسبب الآيات القرآنية وإنما هو ثمرة نفسية لاعتقاد نفسي بل أن هذا الاعتقاد من الممكن أن يصبح للتداوى والعلاج النفسي.
 
ويقول الباحث والكاتب الإسلامي محمد أحمد بدوي: ليس من مهام القرآن الكريم أن يتخذ منه علاج نوعي لأي مرض ولم يداوى الرسول صلى الله عليه وسلم بالقرآن مرضاً من الأمراض ولم يصف شيئاً منه لعلاج شئ منها. أما حديث الرقية بفاتحة الكتاب للسعة العقرب فهي واقعة حال وليس قاعدة قابلة للتوسع فيها ولا لقياس عليها وقد داوى النبي صلى الله عليه وسلم جراحه برماد الحصير المحروق وهو طاهر مطهر وأمر بإطفاء الحمى بالماء، وتداوى بالحجامة (تشريط الرأس بالموس لعلاج الضغط) وداوى بها وبالعسل وبالكحل. وعلى المستوى الفردي فإن الحالة المعنوية التي تبثها قراءة القرآن الكريم في نفس المؤمن الذي يحسن تدبره تساعد في الشفاء من الأمراض كما تعين على مقاومة الأمراض العضوية بمقدار ما تبثه من الرجاء في الشفاء ومعاونة الطبيب في العلاج وإتباع نصائحه باهتمام إلا أن هذا لا يعنى أن القرآن الكريم وحده يشفى من الأمراض النفسية والعصبية، فقد أهتدي الطب مؤخراً إلى استعمال الأدوية في هذه الأمراض وحصل على نتائج مشجعة فلا يجب أبدا أن نكتفي بقراءة القرآن بل نتبع ما أهتدي إليه الطب وهو من فضل الله.
 
أما الدكتور محمود حمدي زقزوق وزير الأوقاف المصرى فيقول بأن الحياة كلها تسير طبقاً لقوانين لا تختلف إلا إذا أراد الله إظهار معجزة على يد نبي من الأنبياء وهذا أمر لم يعد قائما بعد ختم النبوات والمسلمون مطالبون بالتعرف على هذه القوانين وهذا هو طريق العلم والإسلام إذ يحض على ذلك فإنه يريد أن يغلق بذلك جميع المنافذ التي تدخل منها الخرافات والمشعوذات التي يمكن أن تنتشر بين الناس تحت ظل الجهل والتخلف، فإذا جئنا إلى موضوع الأمراض التي تصيب الإنسان فإن الطريق الصحيح إلى علاجها يكون بالتشخيص الصحيح لهذه الأمراض سواء كانت جسمية أو نفسية لمعرفة الأسباب التي تؤدى إليها حتى يمكن تلافيها والقضاء عليها وحماية الناس منها وهذا هو طريق العلم وهو أيضاً الطريق الذي يحض عليه الإسلام، فالله لم يخلق داء إلا وخلق له الدواء وهو سبحانه الذي يهيئ الأسباب فهو الذي يشفى عن طريق الأسباب التي يهدى الناس إليها وهذا كله يعنى ضرورة لجوء المؤمن إلى طلب العلاج الطبي أما أن تقتصر على التداوي بالقرآن فهذا أمر لا يحث عليه القرآن أبدا.
 
وعن تحسن بعض الحالات بالعلاج الروحاني فهذا أمر وارد خصوصاً في بعض الحالات النفسية مثل الأمراض الهستيرية حيث يكون المريض ذو شخصية هستيرية قابلة للإيحاء وهنا ينفع العلاج الإيحائي النفسي أو بقراءة بعض آيات القرآن الكريم ولكن الشفاء هنا في هذه الحالة يكون ثمرة نفسية لاعتقاد نفسي وليس لأمر مادي ويكون هذا التأثير مؤقت ويحتاج لاستمرار العلاج الطبي النفسي بعدها لإزالة سبب هذا المرض[1].
 

لاتعارض بين الاثنين:
أكد الشيخ عبدالله المطلق عضو هيئة كبار العلماء، بدوره أهمية السعي إلى العلاج بنوعيه الروحاني والمادي، وقال «العلاج مطلوب والنبي عليه الصلاة والسلام قال: تداووا عباد الله ولا تداووا بحرام» فالبحث عن العلاج عند الأطباء المختصين مستحب وهو من فعل الأسباب، والله عز وجل هو الذي خلق الأمراض وخلق أسباب الشفاء، ومع ذلك فإن الرقية والاستشفاء بالقرآن والأدعية المأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم هي من أسباب التداوي والشفاء، وهناك الكثير من الأحاديث التي رواها البخاري في صحيحه تؤكد وتدعم هذا».
 
ويرى المطلق عدم تعارض العلاج بالرقية مع العلاج الطبي والعلمي الحديث، وفعالية كل منهما في العلاج وينصح بالجمع بينهما بقوله «الإنسان لا يعلم أين يكون الدواء، فالرقية قد تكون السبب الوحيد للشفاء، كما يمكن أن يكون العلاج بالدواء هو السبب الوحيد ويمكن أن يكونا معاً، ولذلك على الإنسان أن يلجأ إليهما معاً».
avatar
Admin
Admin
المساهمات : 17
تاريخ التسجيل : 03/11/2022
https://shaikh-liby.ahlamontada.com

هل هناك تعارض بين الرقية الشرعية والطب الحديث؟  Empty رد: هل هناك تعارض بين الرقية الشرعية والطب الحديث؟

الخميس نوفمبر 03, 2022 3:42 pm
وعلق المطلق على ظاهرة «الرقاة» الذين يزعمون مقدرتهم على شفاء أمراض مستعصية مثل السرطان والإيدز وغيرهما بالاكتفاء بالرقية الشرعية فقط بقوله «لا يجوز للراقي أن يطلب من المريض ترك تناول العلاج الذي يصفه الأطباء المهرة الذين درسوا في الجامعات واختبروا فعالية أدويتهم في المختبرات، وتكونت لديهم تجارب طويلة وعميقة في معالجة الأمراض».
 
واتهم المطلق هؤلاء الرقاة بقلة المعرفة الفقهية، والحرص على التكسب المادي من خلال الرقية الشرعية، وقال «هؤلاء الرقاة الذين يستهينون بخبرة الأطباء هم أقل الناس حظاً من الفقه، وفي الغالب هم الذين يبحثون عن المال ولا تهمهم صحة المريض، وإلا فما أحسن أن تجتمع الأسباب الروحية والمادية فتجتمع القراءة مع العلاج الذي يوصف في المستشفيات. والرقاة الحقيقيون الذين جمع الله لهم بين العلم الشرعي والديانة هم من ينصحون المرضى بالجمع بين العلاج الروحي والمادي ويذكرونهم بأن كل هذه أسباب وأن الله هو الشافي»[2].


لا شك أن هناك ظاهرة قد شاعت في كثير من البلدان، وتحدث عنها الخطباء في خطبهم والكتّاب في مقالاتهم، وعرضت لها الإذاعات والتليفزيونات، بل عرضت لها القنوات الفضائية في بعض البرامج. هذه الظاهرة هي ظاهرة العلاج بالقرآن.
 
فهناك أُناس زعموا أنهم متخصصون في العلاج بالقرآن، بل فتحوا عيادات علنية للعلاج بالقرآن، يذهب الناس إليهم في هذه العيادات كي يعالجوهم بالقرآن الكريم.
 
ونحن نؤمن بأن القرآن هدى وشفاء كما قال تعالى: ﴿ وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعْجَمِيًّا لَقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُولَئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ ﴾ [فصلت: 44]. وقال تعالى: ﴿ وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا ﴾ [الإسراء: 82].
 
ولكن، ما معنى الشفاء هنا؟ هل هو الشفاء العضوي، على معنى أن الإنسان إذا أوجعه بطنه أو أوجعته عينه أو أحس بألم في جسده، فماذا عليه أن يفعل؟ هل يذهب إلى عيادة القرآن أم يذهب إلى الطبيب المختص الخبير في شأن هذا النوع من المرض؟
 
الذي رأيناه من سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وهديه، أنه شرع الطب والدواء، فقد ورد في صحيح البخاري عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "الشفاء في ثلاث: شربة عسل، وشرطة محجم، وكية نار. وأنا أنهى أمتي عن الكي". " فذكر الأنواع الثلاثة للدواء الذي يتناول عن طريق الفم، والجراحة، وهي شرطة المحجم أو المشرط، والكي، وذلك هو العلاج الطبيعي، والنبي صلى الله عليه وسلم تداوى وأمر أصحابه بالتداوي، وكان يقول لبعض أصحابه رضوان الله عليهم أجمعين: "اذهبوا إلى الحارث بن كلدة الثقفي"، وهو طبيب مشهور منذ الجاهلية عرفه العرب، فكان النبي صلى الله عليه وسلم ينصحهم بالذهاب إليه، بل جاءه رجلان يعرفان الطب من بني أنمار فقال لهما:"أيكما أطب؟"، يعني أيكما أحذق وأمهر في صنعة الطب؟ فأشاروا إلى أحدهما، فأمره أن يتولى هو علاج المريض، يعني أن الإنسان يبحث عن أمهر الأطباء وأفضلهم ما استطاع إلى ذلك سبيلاً.
 
وقال أيضًا صلى الله عليه وسلم: "ما أنزل الله داء إلا أنزل له شفاء، علمه من علمه وجهله من جهله". وهذا أعطى كل مريض أملاً في أن يجد لدائه علاجًا، وأعطى الأطباء أنفسهم أملاً في أن يجدوا لكل داء دواء. فليس هناك داء عضال بمعنى أنه لا علاج له، لا في الحال ولا في الاستقبال، بل كل مريض له علاج موجود، ولكن لم نعثر عليه بعد، فإذا أصاب دواء الداء برئ بإذن الله.
 
ولما سُئل صلى الله عليه وسلم: "يا رسول الله، أرأيت أدوية نتداوى بها وتُقاة نتقيها؟ هل ترد من قدر الله شيئًا؟ قال (هي من قدر الله)". يعني أن الأمراض من قدر الله، والأدوية من قدر الله. لماذا إذن نعتبر المرض من قدر الله ولا نعتبر الدواء من قدر الله؟ هذا من قدر الله، وهذا من قدر الله، فنحن ندفع قدرًا بقدر، ونرد قدرًا بقدر. هذه سنة الله، أن تدفع الأقدار بعضها البعض، ندفع قدر الجوع بقدر الغذاء، وقدر العطش بقدر الشرب، وقدر الداء بقدر الدواء.
 
هذه هي السنة الإسلامية.
ومن أجل هذا شاع الطب بين المسلمين، وتقدم الطب تقدمًا هائلاً في الحضارة الإسلامية، وكان المسلمون أئمة العالم وأساتذته في الطب، وعُرف منهم أسماء لامعة على مستوى العالم، مثل أبي بكر الرازي، وابن سينا، وابن رشد والزهراوي، وغيرهم من المسلمين، وكُتب هؤلاء انتشرت في العالم مثل (الحاوي) للرازي، و(القانون) لابن سينا، و(الكليات) لابن رشد، و(التصريف لمن عجز عن التأليف) للزهراوي، بل وجدنا من علماء المسلمين الفقهاء مَن يجيد الطب، فابن رشد نفسه كان فقيهًا، ألّف كتابه (بداية المجتهد ونهاية المقتصد) في الفقه المقارن، وفخر الدين الرازي صاحب الكتب الشهيرة في التفسير والأصول وعلم الكلام وغيرها. قالوا: كانت شهرته في علم الطب لا تقل عن شهرته في علوم الدين، وابن النفيس، مكتشف الدورة الدموية الصغرى، يُعدُّ من فقهاء الشافعية، وترجم له تاج الدين السبكي في كتاب (طبقات الشافعية) على أنه أحد فقهاء هذا المذهب.
 
ولأن المسلمين اعتمدوا سنة الله في الكون، فقد اعتمدوا الطب ولم يعتمدوا على الشعوذات التي انتشرت بين الأمم من قبلهم، ولم يعتمدوا على الأحجبة والتمائم وغيرها، التي اعتبرها النبي صلى الله عليه وسلم ضربًا من الشرك.
 
صحيح أن الإسلام شرع لنا الأدوية الروحية، مثل الاستعاذة بالله والرقى والدعاء، فالإنسان يرقي نفسه أو يرقي مريضه بقول: " اللهم رب الناس أذهب البأس، اشف أنتَ الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاء لا يغادر سقمًا". أو" أرقيك والله يشفيك"، أو كما كان عليه الصلاة والسلام يرقي الأطفال الصغار مثل الحسن والحسين "أعيذك بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامّة". فالرقى والتعاويذ والأذكار والأدعية مشروعة، ولكن بجوار الأسباب المادية التي تكملها وتقويمها الأسباب الروحية.
 
ولكن، لا يكفي المسلم أن يذهب الإنسان إلى شخص يقول له أقرأ عليك القرآن أو المعوذات أو آية الكرسي، ويكتفي بهذا. كيف ذلك إذا كان يعاني من مرض عضوي؟ فلا بد من علاج هذا المرض العضوي، وإذا كان مصابًا بفيروس، لا بد من علاج هذا الفيروس، فهذا هو الذي شرعه الإسلام وعاشه المسلمون.
 
إن الإسلام شرع لنا أن نذهب في كل أمر إلى خبرائه نسألهم عنه، ونستفتيهم فيه، سواء أكان في أمور الدين أم أمور الدنيا، كما قال تعالى: ﴿ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ ﴾ [فاطر: 14].
 
وقال عز وجل: ﴿ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [النحل: 43].
 
ففي أمور الهندسة نرجع إلى الخبراء من المهندسين، وفي أمور الطب والدواء نرجع إلى الصيادلة والأطباء، وإلى كل طبيب في اختصاصه، وفي أمور الدين نرجع إلى علماء الدين الثقات.
 
القرآن شفاء:
إذن، فما معنى أن القرآن شفاء؟ وهنا نقول: إن القرآن نفسه قد بين معنى الشفاء المذكور بإطلاق في بعض الآيات، فقد قيدته آية أخرى، يقول الله تعالى فيها: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ ﴾ [يونس: 57]. بيَّنت الآية أن القرآن شفاء لما في الصدور من الشك والحيرة والعمى، وما فيها من الهم والحزن والخوف والقلق؛ ولذا كان من أدعية النبي صلى الله عليه وسلم:" اللهم اجعل القرآن ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاء حزني، وذهاب همي وغمي". وكل هذه الأمور المدعو لها أمور معنوية لا مادية، تتعلق بالقلب والصدر، لا بالجسد والأعضاء.
 
الا أن هناك رأى آخر يقول: ان لفظ " شفاء " بهاتين الآيتين - سالفتى الذكر - لفظ عام يتناول شفاء جميع الأمراض، سواء المتعلقة بالنفوس والعقول وفساد العقائد وأدران القلوب، أو الأمراض الجسدية والعوارض المادية الحسية، والأصل في التفسير بقاء العام على عمومه دون تخصيصه إلا بمخصص، وليس ثمة مخصص بهذه الآيات حسب ما قرره العلماء.
 
ولعل مايؤكد هذا الرأى ويؤيده تلك القصة التى لا تخفى علينا جميعاً وهى قصة الرجل الذي بعثه النبي صلى الله عليه وسلم في سريَّة فنـزل على قوم من العرب، ولكن هؤلاء القوم الذين نزلوا بهم لم يضيفوهم، فشاء الله - عز وجل - أن لُدغ سيدهم لدغة حية، فقال بعضهم لبعض: اذهبوا إلى هؤلاء القوم الذين نزلوا لعلكم تجدون عندهم راقياً، فقال الصحابة لهم: لا نرقي على سيدكم إلا إذا أعطيتمونا كذا وكذا من الغنم، فقالوا: لا بأس، فذهب أحد الصحابة يقرأ على هذا الذي لُدغ، فقرأ سورة الفاتحة فقط، فقام هذا اللديغ كأنما نشط عن عقال.
 
وهكذا أثَّرت قراءة الفاتحة على هذا الرجل لأنها صدرت من قلب مملوء إيماناً، فقال النبي صلى الله عليه وسلم بعد أن رجعوا إليه: " وما يدريك أنها رقية؟ ".
 
لكن في زماننا هذا ضعف الدين والإيمان، وصار الناس يعتمدون على الأمور الحسية الظاهرة، وابتلوا فيها في الواقع.
 
وما صحّ من أنّ النبي صلى الله عليه وسلم رقاه جبريلُ عليه السلام فقال: «باسم الله يبريك ومن كل داء يشفيك... » فقوله: «ومن كل داء يشفيك»، دليل على شمول الرقية لجميع أنواع الأمراض النفسية والعضوية.
 
وباستقراء السنّة نجد أن الأمراض التي عولجت بالرقية في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم كانت من الأمراض العضوية وما كانوا يعرفون النفسية المعهودة في عصرنا.
 
إن القرآن الكريم لم ينـزله الله تعالى ليعالج الأمراض العضوية، وإنما يعالج الناس أمراضهم بحسب السنن التي وضعها الله في الكون، والتي بيَّن القرآن أنها سنن لا تتبدل ولا تتحول. أ.هـ
 
واليك عزيزى القارىء بعض فقرات البحث الرائع والمعنون ب(الطب الروحاني في الإسلام) للدكتور محمد نزار الدقر والمنشور على موقع موسوعة الاعجاز العلمى فى القرآن والسنةالنبوية نذكر منها:
 
يقول الدكتور محمود ناظم النسيمي فى الجزء الثالث من كتابه (الطب النبوي والعلم الحديث):
(عندما لا يعرف للمرض الجسمي دواء شاف، كثيراً ما تنضم إلى أعراض المرض الجسدي مضاعفات نفسية تزيد من شكاية المريض، فالمعالجة الروحية هنا ضرورية جداً حيث تتحقق فائدة الرقية).
 
وعن إشراك الرقية مع الأدوية المادية يقول د.النسيمي: (والغاية من الرقية حينئذ هي بعث الأمل والطمأنينة في المريض وتحريك إيمانه واتكاله على الله تعالى في نجاح الدواء المادي فتقوى معنوياته ويزداد أمله في بلوغ العافية وخاصة عندما يرقيه من يعتقد بصلاحه ولقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قدوة للمؤمنين في الجمع بين الدواء المادي والروحي).
 
ولقد جمع رسول الله في سلوكه العملي في كل حياته، وفي مرض وفاته بين الأدوية المادية التي كان ينصحه بها الأطباء كما تروي السيدة عائشة (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كثرت أسقامه وكان يقوم عليه أطباء العرب والعجم) رواه الحاكم في المستدرك بإسناد صحيح، وقال الذهبي: صحيح على شرط الشيخين. قال ابن القيم: (واعلم أن الأدوية الإلهية تنفع من الداء بعد حصوله، وتمنع من وقوعه، إذا وقع ولم يقع وقوعاً مضراً وإن كان مؤذياً) فقد ورد عن أبي هريرة أنه قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: (يا رسول الله ما لقيت من عقرب لدغتني البارحة!فقال أما لو قلت حين أمسيت: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم يضرك) رواه مسلم.
 

الرقى معالجات نفسية يقرها الطب الحديث:
إن فهم العلاقات المتبادلة والراسخة بين الجسم والنفس يجعلنا ندرك أهمية العلاج النفسي أو ما يسمى بالطب الروحاني. والطب النفسي البدني هو الذي يبحث في العلاقات المتبادلة بين الجسم والنفس وفي تطبيق (الانفعالات) وغيرها من العوامل النفسية على مشاكل المرضى وإن الدوافع الابتدائية يمكن أن تتظاهر بالتساوي في العقل وفي الأعضاء وإن القلق يمكن أن يصيب العضوية بآليات مختلفة. وهكذا فالتأثرات بين العضوية والنفس من الأمور البديهية.
 
فالانفعال والنشاط الروحي وحتى درجة الذكاء يمكن أن تتبدل في سياق الأمراض العضوية المختلفة، يدل على ذلك ما نشاهده من همود وكآبة عند المصابين بعلل معدية - معوية أو تناسلية - بولية، وكذا الهذيان عند المصابين بالحمى الشديدة؛ وعلى العكس فالحالة النفسية تؤثر في العضوية من غير شك، فالانفعال قد يؤدي إلى البوالة أو الإسهال أو توقف الهضم، وحتى أنه يطفي عند بعض الناس إمعان الفكر في بعض الأمور حتى تحدث عندهم حركات تدل على مجرى الحركة النفسية عندهم وكثيراً ما يتبدل المشهد بتأثير الانفعال النفسي؛ومن هنا شاعت طريقة المعالجة النفسية على الإقناع لشفاء كثير من العلل الوظيفية والعصبية.
 
وقد تبين أن للعوامل النفسية أثر عظيم في إحداث العلل العصبية الوظيفية وفي الشفاء منها أيضاً، وفي طليعة هذه العوامل (الانفعال) وما يحدث من أثر سيء في سير الوظائف الفسيولوجية في أنحاء البدن كافة والذي يفضي أحياناً إلى اضطراب في أحد أجهزة البدن قد يستمر ويكون باعثاً حقيقياً لإحداث علة عضوية ثابتة (قرحة التوتر الشرياني).
 
فالقلق مثلاً قادر على الإخلال بالوظائف الفسيولوجية وعلى إحداث أعراض بدنية - نفسية إذ يمكن للقلق الحاد أن ينبه مثلاُ الجملة النباتية الودية sympathic مؤدياً إلى تشنج البواب أو الفؤاد أو المعي، كما يمكن أن يحدث زيادة في الحموضة المعدية أو إسهالاً أو إمساكاً أو خفقان في القلب أو خوارج انقباض أو ضيقاًُ تنفسياً أو تعرقاً في الوجه واليدين.
 
ويقصد بالمعالجة الروحية أو النفسانية طمئنة المريض ورفع معنوياته والإيحاء إليه بأن مرضه سيسير عاجلاً نحو الشفاء.
 
وقد أكد الدكتور عبدالعزيز القوصي فى كتابه "أسس الصحة النفسية". (أن أثر الإيحاء في الحالات الجسمية أمر معلوم ففكرة الصحة أو المرض يمكن أن تؤدي إلى الصحة أو المرض ويرجع قسط كبير من نجاح العلاج الدوائي إلى ما يصاحبه من إيحاء بالشفاء وإذا توفر الاعتقاد - أمكن الوصول إلى الشفاء دون أخذ الدواء) وقد أثبت الأطباء أن للإيحاء فوائد علاجية في كل من الأمراض العضوية والوظيفية والنفسية.
 
ففي الأمراض العضوية يفيد الإيحاء في عزل العنصر النفسي الذي يزيد في المظاهر المرضية ويشوش على الطبيب الصفحة السريرية ما قد يضلله في التشخيص كما ثبت أن الإيحاء قد يشفي أمراضاً عضوية بحتة كما هو معروف عند أطباء الجلد من شفاء الثآليل بالإيحاء.
 
أما في الاضطرابات الوظيفية فإن فائدة الإيحاء تكون أقوى، ومن أمثلتها معالجة بعض أنواع الخفقان والصداع وسوء الهضم والإمساك وفي معالجة أقياء الحمل المعندة (كما هو ثابت عند الأطباء المولدين) يقول الدكتور شوكت القنواتي: (ومما تجدر الإشارة إليه العلاقة الوثيقة بين الجهازين الودي والعصبي الدماغي مما يعلل دور الإيحاء في شفاء أقياء الحمل المعندة والخطرة وتقوم المعالجة النفسية بالإيحاء على عزل المريضة تماماً ثم بالتظاهر مثلاًُ بوجود انحراف في الرحم سيعمد المولد إلى رده أو اقناعها بأن لدى المولد طريقة لا تخيب سيطبقها لها، وكثيراً ما تكفي المعالجة النفسية هذه في شفاء تلك الأقياء).
 
أما فائدة الإيحاء في الأمراض النفسية فهي أعظم وأجل، إذ يعتبر في عداد أدويتها القيمة والناجعة وخاصة تلك الحالات الناجمة عن القلق. وحديثنا تعتبر التحليل النفسي من العلاجات المهمة للآفات النفسية. وفي هذا المجال يقول الدكتور النسيمي: (وإن المعالجة الروحية في الطب الإسلامي إنما تعتمد على القرآن والأدعية المأثورة. وتشترك الرقى مع الإيحاء ببعض الشروط والظروف، ويعتبرها المسلمون استغاثة بالله تبارك وتعالى واستمدادا للعون منه).
 
إن فعل الرقى كعلاج يختلف بحسب درجات الإيمان واليقين وصفاء النفس وخاصة عند الراقي، وحسب درجة الالتجاء والتذلل والرجاء من الله تعالى حين الرقية، وعلى حسب اعتقاد المرقي بالرقية وثقته بأهلية الراقي وإخلاصه هذا ويعلل الدكتور النسيمي النتائج الحسنة للرقى الإسلامية بأحد أمرين: الإيحاء والمعونة الإلهية، أو بكلا الأمرين معاً.
 

1- الإيحاء:
وبه ترتفع معنويات المريض وتخف الأعراض ويشعر بالتحسن أو يشفى، والطب الحديث يقر أثر الإيحاء في الشفاء بدون شك. يقول ابن القيم: (وقد جعل الله سبحانه لكل داء دواء ولكل شيء ضداً، ونفس الراقي تفعل في نفس المرقي فيقع بين نفسيهما فعل وانفعال، كما يقع بين الداء والدواء فتقوى نفس المرقي وقوته بالرقية على ذلك الداء فيدفعه بإذن الله... وكلما كانت كيفية نفس الراقي أقوى كانت الرقية أتم).
 

2- المعونة الإلهية:
يعتقد المسلمون بمعونة الله القادر على كل شيء والتي يقدمها سبحانه استجابة لدعوة المضطر، الصادرة من أعماق نفسه، أو معونة لعبده الصالح الذي رجاه، يقول تعالى: ﴿ أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ ﴾ [النمل: 62] وبقدر ما يكون الراقي كامل الإيمان، قوي العزيمة، صادق اللجوء إلى الله، بقدر ما تكون رقيته ناجعة بإذن الله. ولقد نقل ابن حجر عن الإمام ابن التين قوله: (الرقى بالمعوذات وغيرها من أسماء الله تعالى هو الطب الروحاني، إذا كان على لسان الأبرار من الخلق حصل الشفاء بإذن الله تعالى).
 
ويعتقد المسلمون أن الرقية قد تنفع وحدها بدون دواء مادي، وذلك لعدم تيسر الدواء المادي أو فقدانه أو فشله. وإن يقين الراقي بالله تعالى وصدق رجائه منه حين الرقية، وثقة المرقي بالله ثم بالراقي يزيد من إمكانية الشفاء؛ ويستحسن تكرار الرقية لعدة أيام. هذا وإن شفاء اللدغ بالرقية لأكبر دليل على وجود أمر زائد عن الإيحاء وحده، لأن الإيحاء لا يكفي في شفائها فهو يزيل المخاوف والقلق حول نتائج اللدغة.
 
ويرى د.النسيمي أن من أسباب فشل المعالجة بالرقى، حين فشلها، أن يتقصد المريض إهمال الدواء المادي، المتيسر له، والمعروف فائدته لمرضه. ففي ذلك الفشل تأديب من الله تعالى للمهمل. ولأنه في إهماله هذا ترك للأخذ بالأسباب، وكأنه بذلك يعترض على الحكمة الإلهية في خلق الأدوية المادية التي هي سبب الشفاء، فتودى به القدرة الإلهية الى خيبة رقيته. وما أجاز الإسلام الرقي، بحال من الأحوال، لتحل محل الدواء المادي كما ثبت من فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم وسلوكه في صحته ومرضه، ولكن لتكون تذكيراً بالله ودعماً نفسياً لروحه لبلوغ أفضل النتائج العلاجية.
 
ولقد تكلم علماء المسلمين منذ القديم على أهمية الأدوية الروحية الداعمة للأدوية المادية فقال ابن القيم: (نبه الإسلام المريض على أدوية روحانية يضمها إلى الأدوية المادية المتوفرة، وتشمل اعتماد القلب على الله والتوكل عليه والالتجاء إليه والتذلل والصدقة والدعاء والاستغفار والإحسان إلى الخلق وإغاثة الملهوف. وهذا جاء على قانون الحكمة الألهية وليس خارجاً عنها ولكن الأسباب متنوعة فإن القلب متى اتصل برب العالمين، وخالق الداء والدواء ومدير الطبيعة ومصرفها على ما يشاء، كانت له أدوية أخرىغير الأدوية التي يعانيها القلب البعيد منه، غير المرضي عنه، وقد علم أن الأرواح متى قويت، وقويت النفس والطبيعة تعاونا على دفع الداء وقهره.
 
وهذا الذي تكلم عنه ابن القيم، تحدث عنه الدكتور بول آرنست آدولف في كتاب (الله يتجلى فى عصر العلم) حيث يقول": (دلت الإحصائيات أن 8.% من المرضى في جميع المدن الأمريكية، ترجع أمراضهم إلى حد كبير على مسببات نفسية وعصبية. ومما يؤسف له أن كثيراً ممن يشتغلون بالعلاج النفسي يفشلون لأنهم لايلجأون إلى بث الإيمان بالله في نفوس المرضى مع أن الأديان جاءت لتحريرنا من هذه الاضطرابات وإن تسليمي بالنواحي الروحية إلى جانب إلمامي بالمادة العلمية يمكنني من علاج الأمراض علاجاً يتسم بالبركة الحقيقية).
 
وقد يعترض قائل فيقول: إن القرآن نزل هداية للبشر ودستوراً وتشريعاً لحياتهم فما بالكم تجعلونه طباً وعلاجاً؟
يجيب الشيخ عبد الله صديق على هذا فيقول: [إن الله سبحانه وتعالى أنزل كتابه لحكم ومنها إخراج الناس من الظلمات إلى النور، ومنها بيان الشرائع والأحكام التي كلف الله بها عباده، ومنها قراءته في الصلاة، والتعبد بتلاوته، ومنها التبرك به قال تعالى: ﴿ وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ مُصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ ﴾ [الأنعام: 92] ومنها التداوي به، قال تعالى: ﴿ وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ ﴾ [الإسراء: 82] وقوله: ﴿ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ ﴾ [فصلت: 44] فهذه الحكم لا تنافر بينها ولا تناقص، وهي متداخلة متوافقة يمكن الأخذ بها جميعاً].
 
وقال الصديق: (إن التداوي بالقرآن يتضمن الالتجاء إلى الله في كشف الضر عن المصاب، بكلامه الذي فيه سره، وفيه ربوبيته، وفي لفت الناس إلى هذا الجانب الروحي حكم أهمها أن يكون بين العبد وربه صلة دائمة تقوي يقينه وتملأ قلبه طمأنينة فلا يعتريه قنوط ولا تضجره المصائب والأمراض على كثرتها وشدتها لاعتماده في دفعها على من وسعت رحمته وعمت نعمته سبحانه وتعالى).
 
وختاماً نقول أن الإسلام كما أمر بالتداوي بالأدوية الحسية المادية والأخذ بالأسباب العلمية فإنه رغب بمشاركتها بالأدوية الروحانية من رقى بكلام الله العزيز وأدعية مأثورة بل وجعل نبي الله الدعاء ضرب من العبادة فقال: (الدعاء مخ العبادة) حتى يتذكر المريض خالق الداء والدواء، وتبقى عقيدة التوحيد خالصة له سبحانه وتعالى في الصحة والمرض، مما يجعل روح المريض هادئة متفائلة بالتجائه إلى رب الأرباب، فيقوى صبره، وتغيب الوساوس والمخاوف والأوهام وترتفع معنوياته وينمو أمله بالشفاء. مما يؤدي إلى ازدياد مقاومته فعلاً وتختفي أعراض الاضطراب النفسي ويبدو التحسن بالطبع حتى في أعراض مرضه العضوي أو الوظيفي ويتم الشفاء أحياناً فيهما معونة من الله وفضلاً...
 

كلمة أخيرة:
ان الإسلام كما أمر بالتداوي بالأدوية الحسية المادية والأخذ بالأسباب العلمية فإنه رغب بمشاركتها بالأدوية الروحانية من رقى بكلام الله العزيز وأدعية مأثورةوباستقراء السنّة نجد أن الأمراض التي عولجت بالرقية في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم كانت من الأمراض العضوية وما كانوا يعرفون النفسية المعهودة في عصرنا.
 
إن القرآن الكريم لم ينـزله الله تعالى ليعالج الأمراض العضوية، وإنما يعالج الناس أمراضهم بحسب السنن التي وضعها الله في الكون، والتي بيَّن القرآن أنها سنن لا تتبدل ولا تتحول. أ.هـ
 
إن حاجة الأمة للرقاة توازي الحاجة للأطباء - كما سبق أن ذكرنا- فكم من مكروب نفس عنه وكم مسحور فك من عقال السحر، وكم من معيون فرج الله عنه بسبب هؤلاء الرقاة.
 
نخلص مما سبق إلى أن العبد يستخدم وسائل الطب الحديثة ويذهب إلى الطبيب الحاذق الفطن الذى اشتهر بالكفاءة العلمية واضعا فى ذهنه أن الطبيب والتشخيص والدواء كلها وسائل وأسباب، ولكن الشافى هو الله.
 
تم بحمد الله..
الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى